شعر ايريك بكراهية تجاه هذا الرجل, لم يشعر بها من قبل. كان جزءٌ من عقله يخبره بأن يرفع سيفه ويطعنه في قلبه وينتهي من أمره. ولكن مهما كان هذا الرجل يستحق ذلك, لا يريد أن يخرق قانون الملك. في النهاية, أفعاله كلها تنعكس على الملك.
"قانون الملك هو قانون الملك," قال ايريك للرجال, بحزم. "أنا لا أنوي خرقه. والقانون يقول, أن البطولات تبدأ غداً. ويحق لي كأيّ رجل, اختيار عروستي. وليكون الجميع على علمٍ أنني هنا والآن اخترت أليستير."
التفت الجميع إلى بعضهم البعض, مصدومين.
"هذا إذا," أضاف ايريك, "إذا وافقَت."
نظر ايريك إلى أليستير, وقلبه يقصف, بينما كانت ما يزال رأسها منخفض. كان يرى أن وجهها قد احمر.
"هل توافقين, سيدتي؟" سأل.
"سيدي," قالت بهدوء. "أنت لا تعرف شيئاً عني, من أنا, من أين أنا, لماذا أنا هنا. أخشى أنني لا أستطيع إخبارك بهذه الأمور."
حدّق ايريك, في حيرة.
"لماذا لا يمكنك إخباري؟"
"لم يسبق لي أن أخبرت أحد منذ وصولي, لقد كان نذراً."
"ولكن لماذا؟" ألح, مستغربا للغاية.
لكن أليستير أبقت عيونها منخفضة وصامتة.
"هذا صحيح," تدخلت واحدة من النسوة. "هذه الفتاة لم تخبرنا من هي, أو لماذا هي هنا. لقد رفضت ذلك, لقد حاولنا لسنوات."
وقع ايريك في حيرة كبيرة ولكن هذا كان جزءاً من غموضها.
"إذا لا ينبغي أن أعرف من أنت, إذا لا يجب علي ذلك," قال ايريك. "فأنا أحترم نذرك. ولكن ذلك لن يغير حبي لك. سيدتي, كائناً من كنت, إذا فزت بهذه البطولات, سأختار فتاة تكون عروسة لي. وهذه الفتاة هي أنت, من نساء العالم أجمع. أطلب منك مرة أخرى, هل توافقين؟"
أبقت أليستير عيناها ثابتتين على الأرض, وبينما كان ايريك يشاهدها, رأى الدموع تنهمر على خديها.
فجأة, التفت وهربت من الغرفة, وأغلقت الباب خلفها.
وقف ايريك هناك, مع الآخرين, مذهولاً. لا يعرف كيف يفسر ردها.
"أنت ترى إذاً, إنك تضيع وقتك, ووقتي." قال صاحب الحانة. "لقد قالت لا. اخرج من هنا إذاً."
عبس ايريك في وجهه.
"ولكنها لم تقل لا," قال براندت. " لم تجب فقط."
"يحقّ لها أن تأخذ وقتاً للتفكير," قال ايريك, مدافعاً عنها. "بعد كل شيء, هناك الكثير لتفكر به, إنها لا تعرفني, أيضاً."
وقف ايريك هنا, يفكر بما يجب القيام به.
"سأبقى هنا الليلة," أعلن ايريك أخيراً. "يجب عليك أن تعطيني غرفة هنا, تحت غرفتها. في الصباح, قبل بدء البطولات, سأسألها مرة أخرى. إذا وافقت, وإذا فزت, يجب أن تكون عروسي. إذا حصل هذا, سأدفع ثمن خروجها من خدمتك, ويجب حينها أن تغادر المكان هذا معي."
كان من الواضح أن صاحب الحانة لا يريد بقاء ايريك تحت سقفه, لكنه لم يتجرأ على قول شيء. لذلك التفت وخرج من الغرفة, وأغلق الباب وراءه.
"هل أنت متأكد أنك ترغب في البقاء هنا؟" سأله الدوق. "عد معنا إلى القلعة."
أومأ إيريك برأسه بالنفي.
"لم أكن متأكداً من أيّ شيء في حياتي مثل هذا اليوم."
الفصل الثامن
انخفض تور في الهواء, وغطس في الماء, برأسه أولاً في مياه بحر النار الهائجة. غاص فيها نحو الأسفل, وقد دهش حين شعر أن المياه ساخنة.
تحت السطح, فتح تور عيناه لفترة وجيزة وتمنى لو أنه لم يفعل ذلك. لقد لمح أنواع كثيرة من المخلوقات البحرية الغريبة والقبيحة, الصغيرة والكبيرة, بوجوه