ركض الساقي نحوه مباشرة ثم توقف متجمداً, والنصل على وشك أن يثقب جلده. كان واقفاُ هناك, وعيونه قد جحظت من الخوف, يتعرق, وقد تجمدت يده في الهواء ممسكة بالزجاجة. ساد الصمت في الغرفة حتى أنك تستطيع سماع رنين الإبرة فيها.
"اترك هذا," أمره براندت.
فعل الساقي ذلك, وتحطمت الرجاجة على الأرض.
استل إيريك سيفه مع رنين معدني مدوي وسار نحو صاحب الحانة, الذي كان يأنّ وهو ممددٌ على الأرض, وجه سيفه نحو حنجرته.
"سأقول هذا مرة واحدة فقط," قال ايريك. "امسح هذه الغرفة من كل هذا الدماء, الآن. سأطلب مقابلة السيدة. وحدها."
"الدوق!" صاح شخص ما.
التفت كل من في الغرفة وتعرفوا أخيراً على الدوق, كان واقفاً هناك, عند المدخل, يحيط به رجاله. هرع الجميع إلى خلع قبعاتهم وأحنوا رؤوسهم إجلالاً.
"إذا لم تكن الغرفة فارغة بالوقت الذي سأنهي فيه كلامي," أعلن الدوق, "سيسجن كل منكم في آن واحد."
اندلع الجنون في أرجاء الغرفة و قد هرع الرجال إلى إخلاءها, يسارعون أمام الدوق للخروج من الباب الأمامي, وقد تركوا زجاجات الجعة التي لم يكملوها.
"واخرج أنت أيضاً," قال براندت للساقي, وقد أبعد خنجره, ثم أمسكه من شعره ودفع به خارج الباب.
الغرفة التي كانت صاخبة جداً قبل لحظات, أصبحت الآن فارغة, صامتة, باستثناء ايريك, برانت, ديوك, واثنا عشر من رجاله المقربون, أغلقوا الباب خلفهم مع صوت مدوي.
التفت ايريك إلى صاحب الحانة, وقد جلس على الأرض, وهو لا يزال مذهولاً, وقد مسح الدم عن أنفه. أمسك به إيريك من قميصه, رفعه بكلتا يديه, وأجلسه على أحد المقاعد الفارغة.
"لقد دمرت عملي هذه الليلة." قال صاحب الحانة وهو ينتحب. "سوف تدفع ثمن ذلك."
تقدم الدوق إلى الأمام ورفع يده مهدداً.
"يمكنني أن أقتلك لمحاولتك لمس هذا الرجل," وبخه الدوق. "هل تعرف من هو هذا؟ هذا إيريك, أفضل فارس في المملكة, بطل فرقة الفضة. لو أنه اختار, كان بإمكانه قتلك بنفسه, الآن."
نظر صاحب الحانة إلى إيريك, وللمرة الأولى, بدا خوفٌ حقيقي على وجهه. لقد ارتعد في مقعده.
"لم يكن لدي فكرة, أنت لم تعرف عن نفسك."
"أين هي؟" سأل إيريك, وقد نفد صبره.
"إنها في الخلف, تنظف المطبخ. ما الذي تريده منها؟ هل سرقت شيئاً ما منك؟ إنها مجرد خادمة أخرى."
أخرج إيريك خنجره ووجهه نحو حنجرة الرجل.
"لن تدعوها بالخادمة مرة أخرى," حذر ايريك," ويمكنك أن تكون على يقين بأنني سوف أقتلك. هل تفهم؟" قال إيريك بشدة بينما كان نصل الخنجر على حلق الرجل.
غمرت الدموع عيون الرجل, بينما أومأ ببطء.
"أحضرها إلى هنا, بسرعة," قال إيريك, وانتزعه من الأرض ليقف على قدميه, ثم دفعه عبر الغرفة نحو الباب الخلفي.
حين خرج صاحب الحانة, سُمع صوت رنين الأواني من وراء الباب, وصراخ بعيد, ثم بعد لحظات, فتح الباب, وخرج العديد من النساء يرتدين الخرق, الأرواب والأغطية, وقد غطت دهون المطبخ ملابسهن. كانت هناك ثلاث نساء أكبر سنا من البقية, في الستينات, وتساءل ايريك للحظة إذا عرف صاحب الحانة عن من كان يتحدث.
بعد ذلك, خرجت الفتاة, وتوقف قلب ايريك في صدره.
كان بالكاد يستطيع التنفس, لقد كانت هي.
كانت تلبس مئزرا, مغطى ببقع الشحوم, وقد أبقت رأسها منخفض, خجلةً من النظر. كان شعرها مربوطاً, ومغطى بقماش, وقد غطا خديها الأوساخ, انكسر قلب ايريك لرؤيتها هكذا. كانت بشرتها شابةً للغاية, ورائعةً جداً. كانت خدودها عاليةً ومنحوتة, و عظام فكيها بارزةٌ قليلاً,