ساروا جميعهم إلى شارع جانبي آخر, حيث أصبحت الحصا تحت أقدامهم أكثر اعوجاجاً, والمساكن صغيرة ومتهالكة وأقرب إلى بعضها البعض.
تنحنح الدوق.
" لقد أخذتها كخادمة في البلاط في مناسبات خاصة. إنها هادئة, ومنطوية على نفسها لا أحد يعرف عنها الكثير يا إيريك," قال الدوق, ملتفتاً أخيراً إلى إيريك, ووضعاً يده على معصمه," هل أنت متأكدٌ بشأن هذا الموضوع؟ هذه المرأة, أيّاً كانت هي, فهي فتاة أخرى من العامة. يمكنك اختيار أي امرأة من المملكة."
نظر ايريك إليه.
"يجب أن أرى هذه الفتاة مرة أخرى, لا يهمني من هي."
هز الدوق رأسه باستنكار, وواصلوا جميعهم السير, يتجاوزون الطريق بعد الآخر, عبر أزقة ملتوية وضيقة. كلما كانوا يتابعون السير, كانت أحياء سافاريا تزداد قذارة, وتمتلئ الشوارع بالسكارى, والدجاج والكلاب يجولون حولهم. مروا بالحانة بعد الأخرى, وصرخات الرجال تسمع من الخارج. تعثر عدة سكارى أمامهم, وعندما حلّ الليل, بدأت الشوارع تنار بواسطة المشاعل.
"افتحوا طريقاً للدوق!" صاح مرافقه, وهرع إلى الأمام, دافعاً السكارى بعيداً عن الطريق. في كل شارع كان هناك أناس بغيضون يشاهدون بدهشة, مرور الدوق وإيريك بجانبه.
أخيراً وصلوا إلى نزلٍ متواضع صغير, مبنيٍّ من الجص, مع سقف حجري. بدا الأمر كما لو أنها تحتوي خمسين نزيل, مع عدد قليل من الغرف داخله. كان الباب الأمامي ملتوٍ, وقد كُسرت إحدى النوافذ, ومصباح المدخل قد علق باعوجاج, وشعلته تخفق باستمرار, بضوئها الخفيف جداً. تسربت صيحات السكارى من النوافذ, بينما كانوا يقفون جميعهم أمام الباب.
كيف يمكن لفتاةٍ جميلةٍ أن تعمل في مكان مثل هذا؟ تساءل إيريك برعب, حين سمع صراخ وصيحت الاستهجان من الداخل.
لقد كُسر قلبه حين فكر بذلك, وتخيل الإهانة التي تعاني منها في هذا المكان. هذا ليس عدلاً, فكر إيريك. كان يشعر أنه عازم على إنقاذها.
"لماذا أتيت إلى أسوأ مكانٍ لتختار عروسك منه ؟" سأل الدوق موجها سؤاله إلى ايريك.
التفت براندت نحوه أيضاً.
"هذه آخر فرصة يا صديقي," قال براندت. "هناك قلعة ممتلئة بالنساء النبيلات تنتظر عودتك إلى هناك."
لكن ايريك هز رأسه, رافضاً.
"افتح الباب," أمر إيريك.
هرع رجال الدوق إلى الأمام وقاموا بخلع الباب, انتشرت رائحة البيرة من الداخل, بشكل منفّرٍ للغاية.
في الداخل, كان الرجال السكارى منحنين فوق العارضة, يجلسون على طاولات خشبية, ويهتفون بصوت عالٍ جداً, يضحكون, ويلقون السباب ويتصارعون مع بعضهم البعض. كانوا من طبقة الخدم, كان يمكن لإيريك معرفة ذلك بنظرة واحدة, ببطونٍ كبيرة جداً وخدين غير حليقين, وملابس غير مغسولة. لم يكن أحدهم محارباً.
تقدم ايريك عدة خطوات, يبحث عنها في المكان. لم يكن يتصور أن تعمل امرأة مثلها في مثل هذا المكان. وتساءل عما إذا كانوا قد جاؤوا إلى نزل خاطئ.
"عفوا يا سيدي, أنا أبحث عن امرأة," قال ايريك لرجل يقف بجانبه, طويل القامة, واسع الكتفين, مع بطنٍ كبيرة, غير حليق.
"أنت كذلك إذاً؟" صاح الرجل ساخراً. "حسناً, لقد أتيت إلى المكان الخطأ! هذا ليس بيت دعارة. هناك واحد في هذا الشارع- وسمعت أن النساء هناك جيدات وممتلئات!"
بدأ الرجل يضحك بصوت عالٍ جداً, في وجه ايريك , بينما انضم إليه العديد من رفاقه.
"ليس مطلبي بيت دعارة," أجاب ايريك, غير مسرور, "ولكن أبحث عن امرأة محددةٍ, تعمل هنا."
"لا بد أنك تعني خادمة النزل," قال شخصٌ آخر, كان رجلاً ضخماً آخر في حالة سكر. "إنها على الأرجح في الخلف في مكان ما, تنظف