شعر تور بإحساس دافئ يملئ ذراعه. في غضون ثواني, الدم اللزج على ذراعه أصبح جافاً, وشعر بألمه قد بدأ بالتلاشي.
نظر إلى الأسفل, ولم يستطيع فهم ما حدث, إنه شفي, كل ما تبقى ثلاثة ندوب حيث غرست المخالب, لكنها كانت معافاة وتبدو كأنها منذ زمن مضى. لم يعد هناك المزيد من الدماء.
نظر تور إلى أرجون بدهشة.
"كيف فعلت هذا؟" سأل تور.
ابتسم أرجون.
"لم أفعل, أنت فعلت, لقد قمت بتوجيه قوتك فقط."
"ولكن ليس لدي القدرة على الشفاء," أجاب تور في حيرة.
"ليس لديك؟" ردّ أرجون.
"أنا لا أفهم هذا. لا شيء من هذا له معنى." قال تور, والصبر ينفذ منه. "من فضلك, قل لي."
نظر أرجون بعيداً.
"بعض الأشياء يجب أن تتعلمها مع مرور الوقت. "
فكر تور بشيء ما.
"هل هذا يعني أنني أستطيع الانضمام إلى فيلق الملك؟" سأل, بحماس." من المؤكد أنني إذا كنت أستطيع قتل سايبولد, يمكنني أن أتدبر أمري مع الفتيان الآخرين."
"بالتأكيد تستطيع," أجاب أرجون.
"ولكنهم اختاروا إخوتي, لم يختاروني."
"إخوتك لا يستطيعون قتل هذا الوحش."
حدق تور مرة أخرى, مفكراً.
"ولكنهم رفضوني مسبقاً, كيف يمكنني الانضمام إليهم."
"منذ متى يحتاج المحارب إلى دعوة," رد أرجون.
كلماته رسخت في أعماق تور, شعر تور بجسده يغلي.
"هل تقول بأنني يجب أن أظهر هكذا؟ من دون دعوة؟"
ابتسم أرجون.
"أنت تصنع مصير,. ليس أحدٌ آخر."
في رفة عين من تور, خلال لحظة, كان أرجون قد ذهب مرة أخرى.
بحث تور في كل الاتجاهات, ولكن لم يكن له أي أثر.
"إلى هنا!" سمع صوتاً يتردد.
التفت تور ورأى صخرة ضخمة أمامه. لقد شعر أن الصوت يأتي من أعلاها, تسلق الصخرة الكبيرة على الفور.
وصل إلى قمتها, وكان في حيرة لأنه لم يرى أي علامة على وجود أرجون.
من هذه النقطة العالية, ومع ذلك, كان قادراً على رؤية أعلى أشجار الغابة المظلمة. لقد رأى نهاية هذه الغابة, ورأى الشمس الثانية تستقر في لون أخضر داكن, وأبعد من هذا, الطريق الذي يؤدي إلى بلاط الملك.
"إن هذا الطريق لك," سمع صوتاً يتردد." إذا كنت تجرؤ."
تمعن تور في الأرجاء ولكنه لم يرى شيئاً. لقد كان مجرد صوت, يتردد. لكنه عرف أن أرجون كان هنا, في مكان ما, يحفزه. كان يشعر تور في داخله, أنه كان على حق.
دون أن يتردد لحظة أخرى, سارع تور إلى أسفل الصخرة, وانطلق عبر الغابة إلى الطريق البعيدة. يركض ذاهباً نحو مصيره.
الفصل الثالث
كان الملك ماكجيل ملكاّ شجاعاّ, ذو لحيةٍ سميكة جداً مع لون رمادي, وشعر طويل بنفس طولها, وجبهة واسعة مسطرة بآثار الكثير من المعارك. يقف على أسوار قصره العلوية مع زوجته الملكة التي تقف جانبه, تشرف على تجهيزات احتفال اليوم. أراضي مملكته تمتد تحته بكل بهاء, تمتد بقدر ما يمكن للعين أن ترى, مدينةٌ مزدهرة مسورةٌ بحصون حجرية قديمة. إنّه البلاط الملكي. مترابطة عبر متاهة من الشوارع المتعرجة, تقف فيها مباني حجرية من كل الأحجام والأشكال, للمحاربين و الأوصياء و الخيول و فرقة الفضة و الفيلق و الحراس و الثكنات و مستودع الأسلحة, و بين كلِّ هؤلاء, مئات المساكن لعدد كبير من شعبه الذي اختاره ليعيش داخل أسوار المدينة.
بين هذه الشوارع امتد بعض الفدادين من العشب و الحدائق الملكية و الساحات الحجرية و النوافير الفائضة. كان بلاط الملك قد تم تحسينه لقرون, من قبل والده, و والد